الطائفية إلى أين؟


من أسمى درجات الإنسانية أن تجد مجتمعاً ما تتعامل طوائفه من منطلق التسامح والأخوة بغض النظر عن الإنتماءات الدينية والسياسية والإجتماعية وأن يتكاتف المسلمون والأقباط من أجل صالح أوطانهم ونبذ ما قد يفسد تلك العلاقة الوطيدة فى ظل مساواة إجتماعية عادلة بعيدة عن التمييزوالتفرقة .
ولا شك أن الصحفى هو المعبر عن حال عصره المترجم لوقائع مجتمعه المشارك الجاد فى قمع الظلم وتحجيم الظالمين له دوره الهام فى كشف الخفايا وتجلية الحقائق ومواجهة الطامعين من ذوى الضمائر الرخيصة الذين إلتهموا خيرات هذا البلد. لكن من المؤسف هذه الآونه أن نجد الصحافة الحرة مسلوبة الحقوق تصرخ وتستغيث لكى يسمع المسئولون شكواها ولم يحرك أحد لها ساكناً وكأنهم يصرخون فى صحراء قاصية وحين اقتربوا لم يجدوا إلا مماطلات ووعود براقة وأكاذيب ومهاترات وإيقاف لجرائدهم وتجميد لرواتبهم وإغلاق لملفاتهم التأمينية وتنحية مؤكدة لبعض القرارات المرضية تحت ضغوط مبهمة الأغراض فتقف الصحافة موقف المحتج يشاهدها الشعب بعد أن كان يلجأ إليها كل من ناله ظلم أو إفتراء فيجدها مظلومة مأزومة غير قادرة على إسترداد حقوقها ولا ذنب لها إلا أن رفضت التملق والنفاق والتخلى عن مبادئها وآلا تلتزم بخطوط حمراء ومن الطبيعى آلا تحدث تلك الأساليب القبيحة مع الصحف القومية التى تجيد التعامل وفق أهواء ذوى السلطة والنفوذ فتبالغ فى سرد الإيجابيات وتنفى بحدة كافة السلبيات فتظل تنعم بالمزايا والعطايا والهبات وأتساءل ما الهدف من ترك مثل هذه القضايا دون حسم؟ لعل المعنيين بهذه الأمور يأملون فى تدريب جاد لكوادر من المواطنين لتأهيلهم للعمل بالصحافة بإتاحة الفرصة لهم للكتابة عن أزمة حقيقية تحدث على أرض مصر لمختصى الكتابة عما يحدث فى المجتمع من وقائع .
أبث رسالتى ,,,,,,,,,,,,,,,لأن يتفهم الجميع (مسلمون وأقباط) هدف هؤلاء المغرضين وميلهم الشديد لإشعال نيران الفتن والقلاقل وما يؤدى بدوره لتدمير روح الأخوة وتشكيل ثقافة عدائية بين كلا الطرفين وأن تتم العلاقات فى إطار من البعد التام عن ثقافة التحيز والتمييز فى مناخ من العدالة الإجتماعية التامة بعيداً عن دائرة الإنتماءات الدينية . وأن تقوم الدولة بحل عاجل للمنازعات والخلافات القائمة ووضعها موضع الفحص التام والوقوف على أسبابها بما يمكننا من تلافيها فيما بعد والضرب بأيد من حديد على كافة المتشددين الذين يتناولون عقيدة المسلمين أو ينالون شيئاً من القرآن والسنة النبوية المطهرة وسيرة الرسول الأعظم وعلى أولئك الذين يناولون أيضاً من عقائد وطقوس وتاريخ المسيحيين لذا وجب على كل مصرى أيا كانت ديانته أن يكون على وعى حقيقى بما يكمن فى نفوس هؤلاء المنبوذين من أحقاد وضغائن وما يريدون من إحداث الفرقة والإنقسام والحروب الداخلية بين طوائف المجتمع المصرى فالمسلمون والأقباط تجمعهم ثقافات مشتركة ومحبة متبادلة نأمل أن تدوم وأن تظل مواقفنا قائمة لكل من تسول له نفسه هدم علاقتنا وشراكتنا فى الوطن والتاريخ.