المباراة الحاسمة


الديمقراطية و الاصلاح أصبحا مطلبا شعبيا عاما ... خاصة في دول ما يطلق عليها - دول العالم الثالث - التي ما زالت خطاها في هذا الطريق اشبه بخطى طفل يحبو , يحاول الوقوف فيقع ... و يحاول و يقع .. و لكن على أقل تقدير.. تحسب لها هذه المحاولات .. و لم تستكن لليأس و تتعذر بقلة الحيلة!
فالتجربة الايرانية - اتفقنا أو اختلفنا مع نتائجها – وربما للبعض قدر من التحفظات عليها و اخرون اعتبروها صفعة للحريات السياسية.. خاصة انصار المرشح حسين موسوي الذي كان يعد الاقرب للفوز ورفضهم للنتائج و تشكيكهم بحدوث تجاوزات و بالتالي الطعن في صحتها مما اشعل شرارة الاضطرابات التي سادت المدن الايرانية - و ان لم تكن قد خرجت عن المألوف بعد انتخابات قوية و شرسة كالتي شهدتها ايران - إلا انها بكل المقاييس تجربة تستحق الاشادة و التشجيع , فقد كانت المشاركة الشعبية في الانتخابات مشرفة و رائعة و جرت الحملات الانتخابية للمرشحين بسلاسة و شفافية و تساوي في الفرص قلما نرى مثله , و لم يحدث منع أو تعنت ازاء اي من برامج المرشحين .. مما يحسب لحكومة الرئيس أحمدي نجاد الذي وصفه احد الكتاب " بالديموقراتور " و ربما كان بحق افضل توصيف لشخصية نحتار في تصنيفها و راهن على سقوطها الكثيرون و بذلوا جهدا جبارا و محاولات مستميتة لاقصائها تمهيدا لتغيير خارطة القوى في المنطقة , و لكن.. يبدو أن النتيجة كما في مباريات كرة القدم لم تكن متوقعة مهما استعد لها المتفرجون او المدربون و حتى اللاعبون . نقطة لايران .. لا شيء للغرب... و خرج المراهنون من هذه المبارة الساخنة يجرون أذيال الخيبة و يعدون الخطط البديلة لطريقة التعامل القادمة مع حكومة المحافظين الباقية بعد أن كان يحدوهم الامل بعد نتيجة الانتخابات البرلمانية اللبنانية أن تكلل جهودهم بالنجاح في ايران أيضا و يتمكنوا من فرض مشاريعهم في المنطقة .
من العقل و المنطق ان نعلم أن لكل تجربة سلبيات .. و ايجابيات .. و من الذكاء أن نتعلم من تجارب الاخرين , و في النهاية الشعب من كانت له الكلمة الاخيرة و عبر المواطنون عما يريدونه للفترة القادمة بانتخاب عدو أمريكا الأول – حاليا - فهم ما زالوا يرون فيه الصخرة الصامده أمام العنجهية الامريكية و ربما لم يفكروا أبعد من ذلك و لكن ... قالوا كلمتهم .... و لنا أيضا كلمتنا !!