مذبحة المماليك


بعدما شهدت الساحة المصرية العديد من الوقائع والأحداث التى أكدت فساد ما يطلق عليه حزب الأغلبية ” الحزب الوطنى ” وجعلت من أمرائه ومماليكه حديث الساعة على مدار الأعوام الأخيرة ,, أصبح الواقع المصرى الآن فى أزمة واضحة لا ينكرها أحد.
يعيد التاريخ نفسه الآن لنرجع قليلاً إلى الوراء ونتذكر ما فعله ” محمد على باشا ” فى واقعته الشهيرة ” مذبحة المماليك ” والتى أقدم عليها حين وطأت قدمه أرض مصر بعدما رأى فسادهم وإنحلالهم وتهديدهم لأمن وإستقرار مصر, فقام بالتخلص منهم وبدأ مسيرة النهضة والتطور التى شاهدها المصريون فى عهده.
وفى ظل وضع مشابه ومتطابق تماماً مع واقعنا الآن أجد أننا فى حاجة ماسة لأن يفعل الرئيس مثلما فعل ” محمد على ” ويتخلص من بطانة السوء التى تسحب من رصيده عند المصريين بعدما زاد توغلهم السيئ فى أمور مصر . وألقى ذلك بظلاله على الشخصية المصرية فأكسبتها صفات مكروهة تتننافى مع ما عاشت وتربت عليه من صفات وخصال حميدة تداولتها الأجيال جيلاً بعد جيل.
إن التباين الفكري واختلاف تعاليم وثقافات أفراد المجتمع الواحد وعدم الإلتفات إلى محاور وأسباب الأزمات إلا بعد وقوعها، ساقنا إلى توترات طائفية وإجتماعية أدت إلى كوارث وإحتقانات لن يزول أثرها إلا بالبحث عن جذور وأصول تلك الفتن والمخططات.
ومن المؤسف أن من يسيطر على مجريات الأمور فى مصر مجموعة من المنتفعين يتحدثون عن الفقراء ولا يعرفون معنى الفقر ويقولون بأفواههم ما ليس فى قلوبهم ,, ويزعمون الإنحياز للمواطن البسيط ويدعمون فى الأصل رجال الأعمال . يحمون الفساد ويوهموا الشعب بأنهم يتصدون إليه.
إننا مقبلون على الانتخابات الرئاسية وهناك دعوات لإصلاح سياسي وتعديلات مرغوبة في الدستور وقانون مباشرة الحقوق السياسية فضلاً عن تأثر المناخ المصري والعالمي بتداعيات الأزمة الاقتصادية وتأثيرها على قطاعات الدولة وما فرضته من آثار سلبية على معيشة المواطن أدت إلى حالة من الاحتقان لديه نتيجة الفساد المنتشر في كل مؤسسات الدولة. وأصبحنا فى أمس الحاجة إلى الإصلاح والتغيير.
أعود وأقول بأن حالة الفوضى والتردى التى نراها فى مصر تتلخص فى الطريقة الإجبارية التى جلس بها معظم النواب على مقاعد البرلمان ليمثلوا الشعب دون إرادته بالتزوير وتهميش القوى الإجتماعية الفعالة وفى النهاية” فاقد الشئ لا يعطيه ويبقى أن يعطينا الرئيس جرعة أمل فى بادرة جديدة يضع فيها النقاط فوق الحروف ويأتى ببطانه ومعاونين صالحين يراعوا ضميرهم ويعملون بإخلاص وينهضوا بحياة المصريين. أتمنى ذلك.