لا عزاء للشرفاء


صدمت كما صدمت مصر لواقعة اغتيال حرية الصحافة التي حدثت بجريدة الدستور فعبر سنواتٍ من التعامل مع الصديق والأخ إبراهيم عيسى لمست فيه صدق الكلمة ووضوح الموقف وعزيمة النجاح, فهو رجلٌ يمتلك كل مقومات القيام بمؤسسة صحفية ناجحة.
وكانت الدستور رمزاً لحرية الصحافة كجريدة أثبتت نجاحها على مر السنين وبشهادة العديد من الصحفيين أن العمل بالدستور يطابق أعلى معايير مهنية وحرية الصحافة, ويصعب أن يوجد مثل ذلك في مكانٍ آخر تحت قيادةٍ أخرى.
إن ما حدث في جريدة الدستور ليست حادثة فردية بل هو توجه عام من النظام لإسكات أصواتٍ حرة مستخدما ً كل أدواته المشروعة وغير المشروعة للوصول لهدفه واحتواء الرأي العام وغلق متنفسات التعبير عن الرأي في هذه الفترة الحرجة من تاريخ مصر وكأن النظام يريد أن يحكم قبضته على الشعب في هدوء ودون أن يعلم أحد.
ولكن سنوات الدستور الماضية لن تذهب هباءاً فإن الوعي الذي غرسه إبراهيم عيسى وزملاؤه المحررين من خلال صفحات الدستور سيبقى لينير العقول حتى بعد الوفاه الإكلينيكية للجريدة التي حدثت الأسبوع الماضي.
أما ما إستوقفني حقاً وملأ قلبي بالأمل هو الموقف الشجاع لمحرري الدستور حينما أعلنوا رفضهم لإغتيال إرادتهم والمتاجرة بأقلامهم, واعتصموا بجريدتهم التي بنوها بآلامهم وجهدهم لسنوات وسنوات ورفضوا أي مساومة مادية للتفريط في حقوقهم.
أقف حائراً من موقف الدكتور السيد البدوى بعد أن يشترى الجريدة ثم يخليها من عيسى ويضيف إلى مساؤى مخرجات رأس المال منحنى جديدا وهو تقييد حرية الرأى أكثر مما هى فيه من معاناة , وأعلن تضامني مع صحفيى الدستور في كل مطالبهم وأؤكد على أن الدستورهي عيسى ومنصور وآخرين ولن تكون غير ذلك, فإن خرج منها فهو كخروج الروح من الجسد فسرعان ما يبلى الجسد وتأكله الرمال وتبقى الروح إلى الأبد.