السبب الذى نسيته شئون الأحزاب


لم يكن بغريب علينا قرار لجنة شئون الأحزاب برفض حزب الإصلاح والتنمية بل كان ذلك هو عين توقعنا من اللجنة التى تختار بنفسها من يعارضها من الأحزاب الهلامية التى تضيف لديكور الديمقراطية المفقودة حزب جديد لا يعطى للحياة السياسية أى جديد وهو المطلوب.
ليظل الحزب الوطنى وحده مسيطراً على الساحة ولا يوجد أمامه أى منافس حقيقى قوى وتظل مصر على حالها ويستمر الحزب الوطنى فى مشواره ينتقد أحزاب المعارضة التى إختارها بنفسه ليثبت من خلالها وجود ديمقراطية وحرية رأى وسماح للأحزاب بممارسة نشاطها وفى الجانب الآخر يعلم أن منافسيه ضعفاء ولن يقدموا شيئاً وأن ضعفهم فى صالحه فيكون مكسبه مضاعف . هذا ما يحدث.
تقدمنا بأوراق حزب الإصلاح والتنمية إلى لجنة شئون الأحزاب وفقاً لما أقره الدستور والقانون, مع كامل إيماننا بأن الأحزاب تنشأ بالإخطار وبالرغم من ذلك سلكنا الطريق القانونى ,
وكان من لجنة شئون الأحزاب أن رفضت تأسيس الحزب شأنه فى ذلك شأن أحزاب أخرى كحزب الوسط وغيره من الأحزاب النشطة.
كالعادة تكون أسباب الرفض أن برنامج الحزب لم يقدم جديداً للحياة السياسية وأن ما ورد فى برنامج الحزب تناولته أحزاب أخرى قائمة ويجرى تنفيذ هذه البرامج . ولست أدرى ما هو الجديد الذى تريده لجنة شئون الأحزاب لكى نفعله فوراً ونقدمه؟
الذرة والفيمتو ثانية سبقنا إليها غيرنا ,,, وبرنامجنا وأى برنامج غيره يعتبر إجتهاد محمود ولا أحد يملك عصا سحرية لحل مشكلات المجتمع حتى الحزب الوطنى نفسه وإلا كان استخدمها وحل مشكلات المجتمع من خلالها ,,,,, وطبعاً الحجة ستظل قائمة مالم نعرف ما نوع هذا الجديد وأين يتم بيعه لكى نشتريه؟
ولأننى أعرف مسبقاً أن علة الرفض سوف تكون أن الحزب لم يأتى برنامجه بجديد أوبما يمثل إضافة للحياة السياسية ؟ حاولت أن أقدم جديدا فكان الجديد لدى هو أن حزبى أسسه شباب مخلصين محبين لمصر يريدون أن يقدموا إليها شيئاً ولديهم الرغبة فى أن يبثوا آرائهم وأفكارهم فى إطار شرعى وقانونى.
فكان الحزب قائم على أيدى شباب وليس من خلال الوزير السابق فلان أو المستشارفلان أو غيرهم من المناصب والرموز ,, وقد سبق ورأينا أحزاباً أخرى قامت على أسماء لامعة ولم تقدم شيئاً إلى الآن.
ولا أدرى لماذا لا تسمح شئون الأحزاب لهؤلاء الشباب بممارسة نشاطهم من خلال حزب يجمعهم ويصبح أملا وحلم بدلا من أن ينضموا للحركات الإحتجاجية والتيارات والمنظمات غير الشرعية وتعانى منهم الحكومة بعد ذلك لأنها حرمتهم الطريق الصحيح الذى يبثوا من خلاله آرائهم وأفكارهم دون قيد أو تهديد.
وقد نسيت شئون الأحزاب حين بعثت إلينا حيثيات الرفض أن تضيف إليها علة الرفض الأساسية وهى أن أنور عصمت السادات هو وكيل المؤسسين ولكنى تعودت وشقيقى طلعت على الضربات الحكومية المتتالية والضغوطات والتضييق وغيرها من الأشياء الصعبة , التى نعتبرها ضريبة لعدم سكوتنا وكشفنا للفساد دون خشية من أحد . وكأن الأمر أصبح ثأر مبيت ورغبة أجمع عليها كبار رجال الدولة بإبعادى وشقيقى عن الحياة السياسية , فأصبح عندى إحتمالية الرفض فى أى شئ أكثر من القبول , ولذلك تقدمت بأوراق الحزب متوقعاً الرفض بنسبة 99% لكن,
قرار الرفض بقدر ما أحزن أعضاء حزبى بقدر ما أعطاهم ثقة ودفعة للأمام وحماس متضاعف ليستمروا فى نشاطهم ولنستمر فى إجراءتنا القانونية فشرعيتنا ليست من لجنة هى ( الخصم والحكم فى نفس الوقت) ولكن شرعيتنا مستمدة من خلال الشارع والجمهور وإيمانه بفكر هؤلاء الشباب وإيمانهم بأنفسهم وقدراتهم وسعيهم المستمر نحو الإصلاح والتنمية.