سيناء وذكريات فى قلوب المصريين


تحتفل مصر كل عام فى يوم الخامس والعشرين من أبريل بذكرى تحرير سيناء الغالية من أيدى المحتل الغاصب فمهما طالت دولة الظلم تنهض دولة الحق وتسيطررغم أنف الجميع ليخرج من أراضينا أخر جندى إسرائيلى وطئت قدميه سيناء الحبيبة.
ويعتبر تحرير سيناء نصراً دبلوماسياً مصرياً وثمرة طيبة جناها الشعب من خلال مفاوضات مضنية وإتفاقيات ومعاهدات ما زال يختلف حولها البعض لكنها كانت أفضل خيار متاح آنذاك فى ظل الظروف التى كانت تشهدها الساحة المصرية وكان لنا إستعادة أرضنا بأكملها,,,,,,, ومع كل الملاحظات والتحفظات فهوجهد مشكوريحسب لقيادات مصرفى هذه الفترة فقد بذلوا كل فى سعتهم و يبقى الباب مفتوحا ليفعل المصريون أفضل مما فعله من قبلهم.
وكان تحرير سيناء خطوة هامة قطعها شعب مصر فى طريق دعمته الرغبة الملحة فى الحرية والخلاص والرفض التام للخنوع والاستسلام دفع ثمنها شهدائنا وأبطالنا بعد أن جمعهم لواء وهدف واحد حمله الملسمون والأقباط بعد أن تناسى المجتمع خلافاته وصراعاته من أجل حياة كريمة.
ولا شك أن القلوب المليئة بالعزيمة والايمان المستعدة لأن تضحى هى العامل الرئيسى الذى أثمرت نتائجه عن استكمال انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضى المصرية لتعود لمصرخيراتها وكنوزها فى شبه جزيرة سيناء وخصوصاً الثروة التعدينية التى تزخر بها سيناء.
عادت سيناء لما كان هناك عزم وإصرار وثقة وإرادة ونبذ للإنقسامات وثقافة التشكيك والإيقاع بين أفراد المجتمع الواحد ذوى الإنتماءات السياسية والدينية مختلفة فكانت هذه النقاط الهامة أحد أسباب فرحتنا بالنصر ليكون,,,,,,, يوم عيد تحرير سيناء يوماً محفوراً فى أذهاننا وقلوبنا نحكيه لأبنائنا جيلاً بعد جيل ليعلموا أن من حرروا آخر شبر من أرض مصرنا العزيزة لم يكونوا على الإطلاق من محبى الشعارات الخيالية البراقة التى لا تعرف شيئاً عن معنى القيادة أو تحمل أدنى مسئولية عن نفوس بريئة تدفع ثمن تلك الشعارات ويبقى المنادون بها سالمين فى جحورهم وخنادقهم والأبرياء يدافعون باستماته ويقدمون أرواحهم فدائاً للوطنولا يخرج هؤلاء من مخبئهم إلا بعد أن تنتهى المعركة ليتبادلوا التهانى والكلمات العذبة وكأنهم من صناع النصر.
نصراً رائعاً وفرحة كبيرة ذاق طعمها كل مصرى خاصةً من عاصر تلك الأونة فقد عادت القناة لخدمة أغراض الملاحة العالمية لتكون أحد مصادر الدخل القومى ولكن للأسف ينقصها الآن بعض الحكمة والتوزيع العادل للدخل كأحد أهم ما يعانيه المصريين من مشكلات تتطلب وقفة ونظرة جادة لمواطن عديدة.
استمرت عجلة التعميرفى سيناء (طابا) وغيرها من نقاط الحدود وعادت لمصر حدودها الدولية السابقة بعد سلسلة من الكفاح الحقيقى ونهاية لأسطورة تاريخية منظمة مدروسة الأبعاد ورغبة جادة فى الإنتصار.
,,,,,,,,, كلنا نعلم أن سيناء بوابة مصر الشرقية فى قارة أسيا ومنذ القدم كانت مسرحاً للمعارك الحربية لذلك فهى مستهدفة إلى الأبد وعلينا دوماً الحذر والإنتباه. فضلاً عن أنها منطقة جذب سياحى بما تتضمنه من آثار إسلامية وقبطية ومجالاً هاماً لإستصلاح الأراضى وزراعتها حيث تتوافرالمياه الجوفية كما تسقط على سواحلها بعض الأمطار الشتوية وأصبح تعميرها وتنميتها قضية امن قومى.
وأقول لكل الحاقدين على مصر ,,, شئتم أم أبيتم فإن ماضى مصر وحاضرها وأيضا مستقبلها سوف يبقى شاهداً على أن رجالها قادرين على تحمل الأمانة والمسئولية وقد سجلوا بطولاتهم بأيديهم ودمائهم فى أنصع صفحات التاريخ.
,,,,,,,, وستظل ذكرى تحرير سيناء ( أرض الفيروز) وعودة طابا إلى السيادة المصرية محتفظة بشأنها الغالى عند كل وطنى مخلص يبغى العزة والكرامة ويريد أن يحياً مستقراً وآمناً فى وطنه ينعم بخيراته ويستظل بسمائه ويبذل فى سبيله أعز ما يملك ...... وسوف تبقى ذكرى تحكى لكل جيل قصة حب ووفاء متبادل بين أبناء مصر وكل شبر من تراب هذا الوطن الغالى هكذا عشنا زمن الإنتماء والولاء والتضحية.