الوطنى يواجه حقيقة مؤلمة


عندما تتجلى الحقائق وتنكشف الخبايا ونصبح أمام واقع يختلف كثيراً عما يزعمه الكثير من محبى الظهور بشكل طيب أمام أفراد الشعب وهم يعلمون أن ما يقولونه هو مناقض تماماً للحقيقة فعليهم أن يبحثوا جيداً عن مواطن الخلل ولكن الحزب الوطنى لا يدرك أن الأمر قد خرج من يديه وآنه قد فات الأوان.
الغريب أن الحزب الحاكم ورجاله يمنون أنفسهم بأن لهم النصيب الأكبر من الشعبية وحب الناس وإنتماؤهم ووفائهم فى حين أن الحصيلة صفر كبير.
فى كل مناسبة نسمع أروع الكلمات عن التنمية والتطوير والإصلاح وتحسين أحوال الناس والوقوف بجانب الفقراء ومحدودى الدخل وإهتمامهم الدائم بالفلاح وغيرها من الأناشيد المحفوظة التى لا تضيف جديداً للوضع المتأزم الذين يقتنعون بوجوده تمام الإقتناع.
يوهمون أنفسهم بأنهم سائرون على دروب التقدم والنجاح وأن كل مواطن يلمس جهودهم فى خدمة المجتمع والحقيقة المرة أنهم يعلمون كل العلم بأنهم لا يزالون يقفون على الأرض غير قادرين على صعود الدرجة الأولى فى سلم التنمية متعدد الدرجات.
تحسبهم جميعاً وقلوبهم متفرقة ولا يزالون يقنعون أنفسهم أنهم أكثر الأحزاب التى ينتمى اليها المصريون وهذا صحيح شكلا بالأرقام لكن المحتوى يفتقر بشدة إلى الوصول للناس ومعايشة مشاكلهم والإحساس بهم وإذا وجدت عشرة أفراد من مليون فرد يؤيد أقاويلهم فاحكم عليهم بالنجاح.
ومن وقت طويل نرغب جميعاً فى نزاهة العملية الإنتخابية وسريانها بالشكل الأمثل دون ما يحدث خلالها من أفعال سيئة وفاضحة يعلمها الجميع.
شاهدنا معاً الإنتخابات التى أجريت الأيام الماضية فى دائرة الجمالية على مقعد الفئات بمجلس الشعب والتى كانت بين مرشحى الحزب الوطنى وما أسفرت عنه نتائج الإنتخابات من إعادة بين مرشحى الحزب الوطنى وهما داكر عبد اللاه الذى حصل على1800 صوت وأيمن صلاح الذى حصل على 1100 صوت فى حين تفتت باقى الأصوات بين 17 مرشح آخرين.
لكن دائرة كبرى كالجمالية يقدر عدد الأصوات فيها بمئات الألوف ويحصل فيها الحزب الوطنى على نسبة لا تذكر بالمرة من الأصوات فيمكننا بذلك أن نعزى الوطنى فى وفاة شعبيته التى لم يتلقى نبأ وفاتها إلا هذه الآونه.
مشكلة الإنتخابات هذه المرة أنها كانت على قدر محترم من النزاهة والشفافية وإن شابها شراء لبعض الأصوات وغيره لكن لم يتدخل العامل الأمنى لإنصاف أى مرشح,,,, طبيعى ,,,, فكلاهما حزب وطنى فكانت النتيجة حصول المرشحين على الشعبية الحقيقية للحزب التى لا تمثل 1% من أصوات الجمالية.
كنا نسمع فى غيرهذه الإنتخابات النزيهة عن فوز مرشح الحزب الوطنى بحصوله على 89 ألف صوت مثلما حدث فى دائرة أجا بمحافظة الدقهلية ... فأين ذهبت هذه النسب المقدرة بالآلآف هذه المرة,,, شفافية هذه الإنتخابات كانت خطئاً يجب أن ينتبه إليه الحزب فى المرات القادمة.
وعلى الفرض بأن هذه الأصوات ( 1800& 1100 ) التى حصل عليها المرشحين لم يحدث فيها أى تلاعب ولو فى صوت إنتخابى واحد فالحزب الوطنى عليه أن يلملم أثوابه ويعترف بعدم توافر شعبية حقيقية له على الساحة السياسية.
ينتقد الوطنى الأحزاب الأخرى وحالته هذه ( قدر ما تبكى قدر ما تضحك ) حسب حسبته بالأرقام والأرقام أبداً ما تعبر عن الحب والإنتماء.
حزب ,,,, تساعده كل إمكانات الدولة المتاحة يكون بهذه الشعبية التى لا نرتضيها حتى لحزب ناشئ شيئ مخجل حقيقة. ,,,,,, صدمة كبيرة على غير المتوقع ومشكلة إجراء إنتخابات نزيهة لم تكن فى حسبان الحزب الحاكم لذا جاءت النتائج على غير هوى من يفرحون بالأرقام ولم ينتبهوا إلى أن العدد كثيراً ما يكون فى الليمون.