النائبة د. إيرين سعيد تكتب:سبوبة الولادة القيصرية.. متى تنتهي؟


حدث في الآونة الأخيرة ارتفاع مبالغ فيه في الولادات القيصرية مقابل الولادات الطبيعة ،والحقيقة فإن هذا أمر متوقع جدًا في وجة نظري ،نظرًا لغياب عدة عوامل، وأعتقد أن منظومة الصحة في مصر شريك أساسي في هذه التغيرات، لأسباب كثيرة.
أولًا غياب الرقابة علي العيادات الخاصة ، ومن بينها عيادات أطباء النساء و الولادة، فمنهم من أجري عمليات و هو ليس بطبيب ،وكذلك عدم وضع معايير لهذه المنظومة و الزام الطبيب بتقديم ما يفيد بضرورة لجوئه إلي الولادة القيصرية ،فقد اعتبرها بعض الأطباء سبوبة مربحة فبدلًا من إهدار ١٢ ساعة و أكثر أمام سيدة واحدة تلد بشكل طبيعي ، يقوم الطبيب بإجراء خمس أو ست عمليات قيصري و بعائد أكبر في وقت أقل.
أما عن دور الإعلام و الأفلام و التي لا طالما صورت الولادة الطبيعية علي أنها معاناة مميتة، رسخت في أذهان الفتيات هواجس مخيفة تجاه الأمر، و رفض المبدأ من أوله ،و أصبحت الولادة الطبيعيه غير مقبولة أو قابلة للنقاش ، هذا الدور لابد من تصحيح مساره بدلا من هذا الرعب الذي يصوره عن الولادة الطبيعية.
أيضًا فإن غياب التوعية وشيوع المفاهيم المغلوطة التي تناقلتها السيدات بدون مرشد أو ناصح مدرب زاد الطينة بلة.
وأخيرًا مأساتنا في المستشفيات الحكومية و هي عجز الأطقم الطبية ،فليس لدينا العدد الكافي من الأطباء و التمريض للجلوس بجانب سيدة تضع مولودها بشكل طبيعي ،و أيضًا الغياب الكامل لتجهيز أقسام الولادة الطبيعية من وسائل مساعدة تساعد السيدة على الولادة بشكل آمن.
ففي المستشفيات بالخارج يضعون أجهزة تساعد السيدات و تدربهن داخل القسم استعداداً للحظة الولادة، و أحواض مياه دافئة تقلل الآلام و تهدئ السيدة وغيرها من الوسائل. و أخيرًا ظهرت تقنيات جديدة من الحقن المخدرة تقلل الألم للسيدات في حالة الولادة الطبيعية،لابد من توافرها داخل المستشفيات لتكتمل الصورة و نخرج بنتائج ترضينا و تغير من واقع سيدات مصر . بداية الألف ميل تبدأ بخطوة و اهتمام وزير الصحة بهذا الشأن أمر جيد جدًا و لكن لابد من التأكد من توفير كل العوامل اللازمة لإنجاح الأمر فهي سلسلة متعددة الحلقات لابد من اكتمالها بشكل جيد.